الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

أمين المكتبة ودوره في تقدير أهمية الأمم !!!


بقلم : آلاء مصطفى صادق على
الطالبة بالفرقة الثالثة بقسم المكتبات والمعلومات – جامعة الإسكندرية
تعتبر مهنة أمين المكتبة من أرقى وأجمل المهن حيث أن هذه المهنة يكمن فى داخلها العديد من المعانى النبيلة والعظيمة لأن أمين يساعد-في كل لحظة من لحظات وجوده بالعمل - كل الناس من شتى الأعمار والفئات والوظائف والتخصصات ،بل ويساعدهم على النجاح في حياتهم ودراستهم ووظائفهم أيضاً !
ومهمة أمين المكتبة ليست فقط حراسة الكتب أو مسح التراب من عليها بين الحين والآخر- كما يظن بعض الناس - ولكنها تشمل العديد من الوظائف والمهام ولعل أهمها هي: بناء وتنمية مقتنيات المكتبة ، ثم تنظيمها ، من أجل القيام بأحسن خدمات مكتبية ممكنة للمستفيدين من هذه المكتبة .
واذا تخيلنا المكتبة بدون أمين المكتبة فكيف ستكون ؟
أعتقد أنها سوف تكون عبارة عن مخزن للكتب المتراكمة والمهملة التي لا يكاد أحد يستفيد بما يحويه !
ومن هنا تظهر أهمية أمين المكتبة وهى كالآتى :-
1) حسن اختيار مصادر المعلومات المناسبة للمستفيدين من المكتبة وفقاً لحاجاتهم .
2) تنظيم مصادرالمكتبة رغم تنوع أشكالها وأنواعها.
3) الحفاظ على سلامة وأمن المخطوطات والوثائق والمراجع، و جميع مصادر المكتبة .
4) ارشاد المستفيد الى المصادر التى يريدها في أسرع وقت وبأفضل وسيلة .
وعلى الرغم من ذلك؛ فهناك الكثير من الناس الذين يعتقدون أن مهنة أمين المكتبة ضئيلة ، قليلة الأهمية وأن أمين المكتبة كل ما عليه فقط هو الجلوس على المكتب المحاط بالعديد من الكتب دون فعل أى شى ، فضلاً عن أنه لا يعرف محتويات الكتب .
و عند سماعى لهذا الكلام يحزن قلبي ، وأدرك مدى عدم تفهمهم لأسرار هذه المهنة التي تعد مهنة ديناميكية ولا تختص بنوع معين من المجالات أو المواد بل تمتد لتساعد جميع المجالات ؛حيث أمين المكتبة يكون لديه دراية بمصادر جميع أنواع المعارف البشرية لكى يكون لديه القدرة على تلبية حاجة المستفيدين مهما تنوعت واختلفت تخصصاتهم ومجالاتهم.


إن أمين المكتبة هو بالفعل أمين على الكتب وجميع مصادر المكتبة حيث أن مصادر المكتبة هى عبارة عن كنز أو ثروة لا تقدر بثمن يجب حمياتها والمحافظة عليها ولأن أمين المكتبة يعرف قيمتها لذلك فهو أمين عليها؛ هذه الأمانة لا تقتصر على حُسن حمايتها من التلف والسرقة،وإنما تشمل حُسن تيسير الإفادة منها .
إن الأمم تُقدَّربمدى ثقافتها واستخدامها لمعلوماتها فالثقافة هى عصب الأمة فاذا سقطت الثقافة والحضارة سقطت الأمة مثلما حدث فى بغداد عندما أحرق المغول تراث العراق وحضارتها فسقطت بغداد !!!

وأخيراً :
أرى أن أمين المكتبة مثل رجل الشرطة الذى يحافظ على أرواح الناس ويقوم بحمايتهم كما يقوم أمين المكتبة بالحفاظ على سلامة وأمن المخطوطات والكتب وغيرها من أنواع مصادر المعلومات ،ويهتم بها ويقدِّرها.
ومثل الفارس الذي يروِّض الخيل ويدربه ويحدث التفاعل بينهما ، كما يجيد أمين المكتبة الإفادة من مصادر المعلومات والإفادة بها ؛وبالتالى يحدث التفاعل بين أمين المكتبة ومصادر المعلومات ، ثم بين مصادر المعلومات والمستفيدين... وبهذا الاندماج والتفاعل يحدث الرقى والتقدم فى المجتمع ؛ لذلك فأمين المكتبة هو روح المكتبة بل العمود الفقرى لها حيث أنه يعطى لها معنى وبدونه تفشل في تحقيق أهدافها.
وهو أيضاً كالمهندس الذي يشيد البنايات على أسس علمية سليمة ، كذلك يقوم أمين المكتبة ببناء وتنمية مقتنيات المكتبة وفقاً لسياسة تخضع للمواصفات القياسية العالمية ، ووفقاً لاحتياجات المستفيدين من مكتبته .
وكالمعلم الذي ييسر تدفق المعلومات ووصولها لمن يريدها وفقاً للعمر والمستوى العلمي ، كما يساعد الناس على التفكير العلمي الإبداعي ، فضلاً عن تعليمهم مهارات تساعدهم على تعليم أنفسهم بأنفسهم مدى الحياة !
وكالطبيب الذي يصف العلاج لكل مريض على حده وفقاً لظروفه، كما يصف أمين المكتبة مصدر المعلومات المناسب لكل مستفيد وفقا ًلظروفه واحتياجاته لحل مشكلةٍ ما سواء اجتماعية أو ثقافية أو عليمة أو اقتصادية أو سياسية أو غير ذلك ! فضلاً عن أنه يعالج مشكلات نفسية واجتماعية وتربوية وغيرها من خلال العلاج بالقراءة لشتى الأعمار والفئات !!
والأجمل من ذلك أن كل المهن السابقة المذكورة ، وغيرها من المهن لا تكاد تستغنى عن أمين المكتبة لأنه يمد أصحاب هذه المهن باحتياجاتهم ويدعِّم تطورهم ،مما يساعد على ازدهارهذه المهن !

وإذا كان بعض أمناء المكتبات يتصرفون بشكل مختلف عما ذكرتُ في السطور السابقة، فجدير بالذكر أن المشكلة لا تكمن في المهنة ،وإنما فيمن لا يجيد أداء هذه المهنة !
فمعذرة لكل من يدخل المكتبة ولا يجد بها من يعينه على قضاء حاجته ،،،،،
وتحية تقدير واحترام وإعزاز لكل أمين مكتبة شريف يعرف كيف يُرضي المستفيدين من مكتبته 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق