إعداد: د.
أسماء حسين محمد
المدرس بقسم المكتبات والمعلومات – كلية الآداب- جامعة الإسكندرية
قُدِّم هذا البحث إلى " المؤتمر العربي الأول
للمكتبّيِّ المُبتَكِر"
الذي نظمه قسم المكتبات والمعلومات بجامعة
الإسكندرية ،
برئاسة الأستاذة
الدكتورة / غادة عبد المنعم موسى، في مكتبة
الإسكندرية في الفترة (3-4 مايو 2017)
الملخص
لقد تنوعت الوسائل التعليمية فى العملية التعليمية من عصر إلى عصر؛ بهدف
تسهيل وصول المادة العلمية لذهن المتعلم ورسوخها لديه،ومن هذه الوسائل التعليمية
الوسائل البصرية التى تعزز و تنمى التفكير البصرى ومهاراته،ويعتبر التفكير البصرى
هو أحد أشكال التفكير الذى يمثل ضرورة تفرضها متطلبات العصر الحديث لما له من دور
فى تلبية احتياجات المتعلمين بما يتوافق مع متطلبات هذا العصر؛إذ نعيش فى عالم
ملىء بالصور والبصريات فى كل مكان،ولم يعد المعنى مقصورًا على الكلمات والجمل
فالصور تحتاج إلى تفسيروتركيب فعال للمعنى؛لذا فالمتعلمون بحاجة إلى التفكير
البصرى،والاعتماد على العين فى استقاء المعلوماتوتحتاج هذه الوسائل إلى مهارات يجب
توفرها لدى المتعلم حتى يكون قادراً على اكتساب المعلومات و فهمها من خلال حاسة
البصر.
وتعرَّف محو الأمية البصريةVisual Information Literacy بأنها:مجموعة من المهارات والعمليات التى تجعل
المتعلم قادرًا على قراءة الشكل البصرى،وتحويل اللغة البصرية التى يحملها الشكل
إلى لغة لفظية بالإضافة إلى استخلاص المعلومات منه،
ومن ثم فقد حاول هذ البحث إبراز مهارات محو
الأمية البصرية والتعلم البصرى مثل:مهارة التعرف على الشكل،ووصفه،وتفسيره.....إلخ،
مع تسليط الضوء على مدى توافر هذه المهارات فى المكتبات المدرسية الخاصة بمحافظة
الإسكندرية، كما سيعرض لأهمية محو الأمية البصرية للتلاميذ ودورها فى تعزيز
التعلم،كما سيبرز أهم المشكلات التى تواجه المكتبات المدرسية فى استخدام الوسائل
البصرية وتنمية مهارات محو الأمية البصرية للتلاميذ.
ولقد توصل البحث إلى النتائج
التالية :
أولاً:فيما يتعلق بأشكال الوسائل
البصرية المتوفرة بالمكتبات محل الدراسة
1. أن
أكثر أشكال الوسائل البصرية المتوفرة بالمكتبات محل
الدراسة هى الخرائط والأطالس وذلك نظرًا لأهميتها فى تدريس مادة الدراسات
الاجتماعية واكتساب المفاهيم الجغرافية ، يلى ذلك اللوحات الإعلامية Infographics
حيث يتم الاستعانة بها فى تبسيط بعض المعلومات المراد توصيلها للتلاميذ
وذلك داخل Multimedia room.
2. أن النماذج
والكرات الأرضية والقصاصات بلغت نسبتها 11,8% وقد أفاد أخصائيى مكتبات العينة أن
النماذج والكرات الأرضية فى بعض الأحيان توضع فى المعمل التعليمى الخاص بالمدرسة
وإذا احتاجت إليها المكتبة تستعين بها.
ثانياً: فيما يتعلق بأهمية استخدام الوسائل البصرية فى العملية
التعليمية من وجهة نظر أخصائيي المكتبات محل الدراسة :
1. وافق معظم أخصائيى المكتبات محل الدراسة على أن أهمية
استخدام الوسائل البصرية فى العملية التعليمية تتمثل بشكل كبير فى مساهمتها فى
التحصيل الدراسى،كما أنها تمكن المدرس من السماح للتلاميذ بالمشاركة فى إدارة
الدرس ومناقشتهم فى المعلومات التى يتلقونها.
2. رأى البعض الآخر من أخصائيى المكتبات محل الدراسة أن
أهمية استخدام الوسائل البصرية فى العملية التعليمية تكمن أيضا فى قدرتها على
تطوير التفكير لدى التلاميذ،ومساعدتهم على استحضار المعلومات التى تم الاحتفاظ بها
فى العقل عند رؤية الصورة مرة أخرى مما يسهل فى إتمام العملية التعليمية .
3. أكد أخصائيى المكتبات محل الدراسة أن استخدام الوسائل
البصرية فى التعليم يساهم فى معالجة مشكلة الفروق الفردية بين التلاميذ،ومساعدتهم
على التعلم أسوة بغيرهم من التلاميذ.
ثالثًا: فيما يتعلق بدور المكتبات المدرسية فى دعم محو الأمية
البصرية للتلاميذ:
1. وافق نسبة 84,6% من أخصائيى المكتبات المدرسية محل
الدراسة على أن دورالمكتبات المدرسية فى دعم محو الأمية البصرية للتلاميذ يتمثل
بشكل كبير فى دعوة المدرسين إلى استخدام الصور وغيرها من المواد البصرية فى العملية
التعليمية،حيث إن للمعلم تأثيرًا كبيرًاعلى استخدام التلاميذ لهذه الوسائل البصرية،وقد
أشارالبعض إلى ضرورة اشتراك إدارة المدرسة مع المكتبة فى هذا الشأن، بالإضافة إلى
ضرورة تنظيم المسابقات بين التلاميذ فى
استحضار المعلومات من خلال الصور والمواد البصرية.
2. أكد أخصائيى المكتبات محل الدراسة أن دور المكتبات
المدرسية فى دعم محو الأمية البصرية للتلاميذ يتمثل فى ضرورة توفير الصور وغيرها
من المواد البصرية بالمكتبات ، وكذلك
تشجيع التلاميذ على الاستعانة بالصوروغيرها من المواد البصرية فى التحصيل
الدراسى .
3. أبدى أخصائيى المكتبات محل الدراسة رغبتهم فى الاشتراك
فى قواعد البيانات مفتوحة المصدر للصور وتوفير الاستعانة بها للطلاب وتدريبهم على
كيفية استخدامها .
رابعًا : فيما يتعلق بمهارات محو الأمية
البصرية التى يتم إكسابها للتلاميذ فى المكتبات:
1. أكد أخصائيى المكتبات المدرسية محل الدراسة على وجود مهارة استخدام المواد البصرية على نحو
فعال من قبل التلاميذ داخل المدرسة وأن استخدامها يتم فى حجرة منفصلة((Multimedia room.
2. أفاد أخصائيى المكتبات محل الدراسة أن مهارة البحث عن
والحصول على المواد البصرية المطلوبة المعبرة عن المعلومة المطلوب معرفتها بفعالية
وكفاءة متوفرة لدى التلاميذ حيث يتم توجيههم من خلال المكتبة إلى الوسائل البصرية
التى يحتاجون إليها وهم بدورهم يحصلون عليها ويستخدمونها فى الحصول على المعلومات.
3. بشكل عام معظم مهارات محو الأمية البصرية لا تتوفر لدى
التلاميذ بسبب عدم الاهتمام بتنمية هذه المهارات لديهم من قبل المدرسة.
خامسًا: فيما
يتعلق بالاشتراك فى قواعد البيانات الرقمية
للصور:
1. تبين من الدراسة الميدانية أن جميع المكتبات المدرسية
الخاصة محل الدراسة لا تشترك فى قواعد بيانات الصور بسبب عدم علمها بها،كما لا
يوجد وعى كاف بما يقدمه بنك المعرفة المصرى من دعم للعملية التعليمية من خلال
الموسوعات المصورة وقنوات ديسكفرى .....إلخ.
سادسًا: فيما يتعلق بالمشكلات التى تواجه
المكتبات عند استخدام الوسائل البصرية :
1. معظم المكتبات المدرسية محل الدراسة لديهم مشكلات عديدة
عند استخدام الوسائل البصرية منها أنه لا تتوافر خطة لاستخدام الوسائل البصرية
خلال العام الدراسى، بالإضافة إلى أنه لا يتم منح التلاميذ فرصة المشاركة فى
اختيار الوسائل البصرية.
2. أفادت بعض المكتبات محل الدراسة أن غياب الموضوعية عند
تقويم الأداء للمدرس فى الجانب المتعلق باستخدام الوسائل البصرية من أحد الأسباب
التى تؤدى إلى قلة استخدام الوسائل البصرية وعدم الاهتمام بتشجيع التلاميذ على
استخدامها،حيث وجد أن للمعلم تأثيرًاً كبيرًا على استخدام التلاميذ لها.
3. أكدت المكتبات محل الدراسة أن من المشكلات أيضًا التى
تحد من استخدام الوسائل البصرية، قلة اهتمام وزارة التربية والتعليم بالاحتياجات
التدريبية للمدرسين فى مجال استخدام الوسائل البصرية،وكذلك عدم إشراك المدرسين فى
التخطيط والإعداد لاستخدام الوسائل البصرية داخل المدرسة.
4. أكد عدد قليل من المكتبات محل الدراسة أن قلة أجهزة
العرض الخاصة بالوسائل البصرية،وقلة الخبرة فى استخدام الوسائل البصرية وعدم وجود
المهارات اللازمة من أحد المشكلات التى تواجه المكتبات عند استخدامها.
وبناءً على نتائج الدراسة ، فقد أوصت
الباحثة بما يلي:
1. ضرورة توفير الوسائل البصرية بكل أنواعها وأشكالها
بالمكتبات المدرسية أو فى حجرة منفصلة تكون تابعة للمكتبة وتحت إشرافها؛فلا يجب
الفصل بين حجرة Multimedia room والمكتبة كما هو الحال فى بعض
المدارس حيث إنها جزء لا يتجزأ من المكتبة وأداة من أدواتها.
2. ضرورة أن تقوم الإدارات التعليمية بعقد دورات تدريبية
بصفة مستمرة للمعلمين على استخدام التكنولوجيا الحديثة و الوسائل البصرية بكل
أشكالها فى التعليم،وأن يتم تقييم المعلم سنويًا على مدى استخدامه لهذه الوسائل مع
التلاميذ.
3. أن يتم تقييم أداء أخصائيى المكتبات المدرسية من قبل
توجيه المكتبات على مدى قيامه بتعليم مهارات الوعى البصرى للتلاميذ داخل المدرسة،وأن
يتم تحفيزه على ذلك،وأن تعقد المسابقات بين المدارس فى هذا الشأن.
4. ضرورة تنمية مهارات الوعى البصرى لدى التلاميذ وتوعية
أخصائيى المكتبات المدرسية بأهمية توافرها لدى التلاميذ وضرورة عقد ورش عمل داخل
المكتبة لتعليم التلاميذ وتدريبهم على كيفية اكتساب المعلومات من الوسائل البصرية.
5. ضرورة الاشتراك فى قواعد بيانات الصور مفتوحة المصدر حيث
إنها ذات أهمية فى العملية التعليمية .
6. ضرورة تشجيع التلاميذ على الدخول إلى قواعد بيانات الصور
والمجسمات والفيديوهات المتاحة ببنك المعرفة المصرى على بوابة الطلاب التى تحتوي
علي نظام بحث موحد مرن الاستخدام للبحث في آلاف المقررات الدراسية للعلوم المختلفة
للمراحل الجامعية وقبل الجامعية،وكذلك الكتب المرجعية من كبري دور النشر العاملة في
هذا المجال فضلاً عن موسوعةBritanica للطلبة ومئات الآلاف من
الفيديوهات والصور الحقيقية والتخيلية لتبسيط إستيعاب العلوم من قنوات ديسكفري
وناشيونال جيوجرافيك،أو بوابة الأطفال التى بها العديد من القصص والألعاب
التعليمية مدعمة بالوسائل السمعية والبصرية.
7. ضرورة توافر خطة لاستخدام الوسائل البصرية خلال العام
الدراسى،بالإضافة إلى منح التلاميذ فرصة المشاركة فى اختيار الوسائل البصرية .
8. تشجيع المعلمين والطلاب على استخدام انستجرام فى التعليم
Instagram حيث أصبحت هناك طرق مبتكرة لاستخدامه فى التعليم
منها :
أ. التقاط صور لإنجازات المتعلمين ( كتابات ، رسوم ،
أعمال تطبيقية …) و عرضها في حساب خاص بالفصل على انستجرام و مشاركتها مع أولياء
الأمور.
ب- اختيار الطالب المتفوق الخاص بكل أسبوع كوسيلة
تحفيزية للطلاب الآخرين و التقاط صورة معبرة له ونشرها على انستجرام .
جـ- التقاط الصور الخاصة برحلة ميدانية، أوحفلة مدرسية،أو
شاط مواز،ونشرها عبر انستجرام كوسيلة لحفظ الذكريات الخاصة بالفصل .
د- توثيق التجارب العلمية وتتبع المشاريع المدرسية خطوة
خطوة عبر التقاط صورة توضيحية لكل مرحلة ومشاركتها مع الجميع.
هـ- تتبع المسار الدراسي للمتعلم عبر الصور التي يتم التقاطها لنتائج
امتحاناته وعلاماته في كل مرحلة من السنة الدراسية للوقوف على مدى تحسن أو تراجع
مستوى التحصيل الدراسي لكل فرد داخل الفصل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق