بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين ، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ؛ وبعد ...فلقد كان للمكتبات ومراكز المعلومات عبر العصور الأثر الكبير في التأثير على المجتمعات، مما ساعد على سرعة انتشارها واحتلالها لمكانة مرموقة في الثورة الثقافية لأي مجتمع من المجتمعات،
كما لعبت هذه المكتبات الدور الأهم في التقدم العلمي التقني، وتشجيع الإبداع الكامن داخل أفراد المجتمع، والذي دفع باتجاه تطويرالوضع الاقتصادي والبنية الاجتماعية، وتعزيز التأثير السياسي، والتوافق والفهم الديني ، مما أدى في كثير من الدول إلى إعادة تشكيل المشهد الثقافي فيها.
من ناحية أخرى فإن القراءة في مجتمعاتنا المعاصرة ، واستخدام مصادر المعلومات أصبح ضرورة لاغنى عنها لكل فرد من أفراد المجتمع، لأنها تشكِّل الحياة الثقافية والروحية و تربي أفراداً قادرين على التعامل مع متغيرات جديدة ضمن ظروف العولمة وآليات السوق المسيطرة،وعلى تكوين الاقتصاديات المستقلة، والتطورات المتسارعة في التكنولوجيا، والاتصالات ،وكذلك التعايش بين الأفراد المختلفين من نواحٍ شتى ، والتفاهم في الآراء والأفكار، وتفهم علاقة الخلاف في الرأي والفكر.
ولطالما هدف تنظيم إقبال المستفيدين على الكتب ومصادر المعلومات الأخرى في المكتبات ومراكز المعلومات، بالدرجةالأولى إلى توفير إمكانات تقديم المعلومات بصورة متساوية لكل أفراد المجتمع، وذلك من خلال الحد من معوقات الاستفادة من القراءة، التي تحتل مكانة مهمة في تفكير الدول التي تسعى إلى التقدم و تحسين إمكاناتهاالمادية ،والبشرية ،والتقنية( 1)
وإذا تحدثنا عن المكتبة الجامعية - موضوع دراستنا –لوجدنا أنها تستمد وجودها وأهدافها من الجامعة ذاتها، ومن ثم فإن أهدافها هي اهداف الجامعة ، أما رسالة المكتبة الجامعية ، فهي جزء لا يتجزأ من رسالة الجامعة التي تتركز في التعليم والبحث وخدمة المجتمع والبيئة ، أي من خلال الإضافة للمعرفة والإعداد لمهن معينة ، وأخيرا تمكين الطالب من أن ينمو كشخص وكمواطن!!
فالجامعة "هي مصنع الرجال ومحضن الأجيال"(2) ، كما ان الأصل في الجامعة أنها مجموعة من العلماء الذين وهبوا أنفسهم للدراسة والبحث والمعرفة ،من أجل النظر إلى الحياة ومشاكل المجتمع نظرة علمية شمولية متكاملة ؛ هؤلاء يستعينون-بالإضافة إلى المعرفة-مع طلابهم ، بالكتب وسائر مصادرالمعلومات والمختبر أو الدراسة الميدانية "(3)
ومن ثم فإنه على عاتق الجامعة تقع " مسؤولية تحصين الناشئة والشباب من التحديات الفكرية والثقافية والتقنية والأمنية والوصول بهم إلى بر الأمان في ظل الصراعات المتلاطمة التي يعيشها العالم اليوم"(4).
ولعل أحد أفضل وسائل هذا التحصين ،هو العلاج بالقراءة الذي يمتد أثره ايضا لعلاج الكثير من المشكلات بشنى أنواعها
.
ولقد أثبتت الدراسات المتخصصة(5) ، (6) ، (7) ما يلي:
•أن الاهتمام بمشكلات الطلاب ، سواء النفسية أو العائلية أو الاجتماعية قد أدى إلى زيادة التحصيل الدراسي ، ومن ثم التفوق والتميز • وأن المشكلات التي يعاني منها طالب الجامعة مثل الفقر المصحوب بضعف التقدير الذاتي تتسبب في مشكلات اجتماعية عديدة ،
• وأن التوجيه والإرشاد النفسي لطلاب الجامعات يعد شيئاً هاماً ، لكونهم في مرحلة انتقالية ومرحلة نضوج واكتمال وتشكيل.
ولعل مما يساهم في حل هذه المشكلات هي المكتبة الجامعية التي قال عنها شيلبي فوتShelby Foote :
"ما الجامعة إلا مجموعة من المباني المتجمعة حول مكتبة" !!!
"A university is just a group of buildings gathered around a library"
وهو بالطبع لا يُغفل دور الأستاذ الجامعي ولكنه يؤكد على أهمية دور المكتبة في جودة التعليم الجامعي ،وتطوير الجامعة ، ومن ثم تطوير البيئة المحيطة بهذه الجامعة
وإيماناً بذلك فقد تم - بحمد الله تعالى - في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإسكندرية – تحت رعاية الأستاذة الدكتورة / غادة عبد المنعم موسى، وبإشراف كاتبة هذه السطور-
في العام الأكاديمي 2011-2012 - إنشاء مكتبة داخل مكتبة القسم تحت عنوان :
" مكتبة الإبداع في التعليم والتعلم "
وهي تهدف إلى خدمة فئتين رئيستين هما:
1-الطلاب(حيث تقتني مصادر معلومات حول تنمية تقدير الذات ، ورفع الهِمم ، وماهية النجاح وطرقه ، وماهية الإبداع وطرقه ، وقصص المشاهير من الناجحين والمبدعين الذين بدأوا بالإحباط والفشل وفقدان الأمل في النجاح؛ ثم انتهوا بالنجاح الفائق والساحق بعد رحلة كفاح وصبر وتحدِّي للمشاعر السلبية،والظروف الطاحنة)
2- أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم (حيث تقتني مصار معلومات عن الإبداع في التدريس والتدريب ، وطرق إثارة فكر وعقل الطلاب، ومساعدتهم على تنمية مواهبهم ، وطرق التعامل مع الطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم ، وفن إدارة الوقت )
إلا أن هذا لا يمنع أن تكون هذه المصادر ذات فائدة أيضا لموظفي الكلية.
هذه المكتبة الناشئة تحتل أحد رفوف مكتبة قسم المكتبات والمعلومات
وهي تتكون من ثلاثة وثلاثين كتاباً باللغة العربية ، فيما يلي بياناتها الأساسية:
أولاً:التعليم الإبداعي:
1-تشارلز مكجوير . أفضل نصائح للمعلمين .
2-جمل إبراهيم القرش. مهارات التدريس الفعال .
3-طارق السويدان . فن الإلقاء الرائع .
4-طارق السويدان . التدريب والتدريس الإبداعي.
5-محمد بن ديماس السويدي. كيف تكون معلماً متميزاً ومُلقياً مؤثراً
ثانيا ً: التعلُّم الإبداعي :
1-بهيج ملا جويش. فن الدراسة والإيصال .
2- جاسم المطوع.علماء رغم التحدِّي.
3-سعد سعود الكريباني.كيف أصبحوا عظماء ؟
4-عادل قباري. مهارات حل المشكلات بطريقة إبداعية
5-ماجد سعد محمد طلبه . اكتسب ذاكرتك الحديدية و تعلم الخرائط الذهنية
6-مجدي سعد عبد العزيز.حديقة المعرفة.
7-محمد كامل عبد الصمد. سيكولوجية المذاكرة :كيف تستذكر و تتفوق؟
ثالثاً:التنمية البشرية:
1-إبراهيم الفقي. قوة التحكم في الذات.
2-إبراهيم الفقي.أيقِظ قدراتك واصنع مستقبلك.
3-إبراهيم الفقي.المفاتيح العشرة للنجاح
4-إبراهيم الفقي.العمل الجماعي.
5-إبراهيم الفقي.سيطر على حياتك .
6-إبراهيم الفقي. فن وأسرار اتخاذ القرار.
7-إبراهيم الفقي.الطاقة البشرية والطريق إلى القمة .
8-أكرم رضا. إدارة الذات دليل الشباب إلى النجاح.
9-بيتر فينيلي. رسائل التعريف الذاتى :الضمان للوظيفة.
10-ديل كارنيجي. دع القلق وابدأ الحياة .
11-رؤوف شبايك. 25 قصة نجاح.
12-رؤوف شبايك.365 مقولة في النجاح.
13-جمال مهدي.من الممكن أن تكون مبدعا ً.
14-جيل ليند. تقدير الذات.
15-صلاح مازن.مهارات التعامل مع الأخرين.
16-عبد الله على الشرمان . هندسة التفكير الإبداعي .
17-عبد الحميد جاسم البلالي. الابتكار، طعم آخر للحياة .
18-عطا بركات . دبلومة البرمجة اللغوية العصبية
19-عمرو يوسف . الطريق إلى القمة .
20-محمد ممتاز. تطوير الشخصية: كيف تدير نفسك؟
21-هاري شو. ثلاثون طريقة لتحسين قدراتك.
أدعو الله تعالى أن ينفع بها ؛ وأن يزيدها كماً وكيفاً ، إنه على كل شيء قدير.
د. أماني الرمادي
المصادر
======
1- إبراهيم لطفي محسن ، ورائد سليمان . المكتبات ومراكز المعلومات ودورهما في نشر الوعي الديني والأخلاقي والاقتصادي وصولاً إلى بناء مجتمعات المعرفة.-cybrarians journal ، ع14(سبتمبر2007)< تاريخ الاطلاع 22/2/2008> متاح في: بتصرُّف يسير.http://www.cybrarians.info/journal/no14/lib.htm 2- جمال محمود حجر. كلمة عميد الكلية ، تاريخ الإتاحة : في10/2/ 2008 ، متاح في :
http://www.foa.edu.eg/about/3amid.html
3- أحمد بدر ، ومحمد فتحي عبد الهادي .دراسات في المكتبات الأكاديمية والبحثية .- القاهرة : مكتبة غريب ، 1977.- ص15 .بتصرف يسير
4- إبراهيم بن عبد العزيز الدعيلج.. التعليم ودوره في بناء الشخصية المتزنة : أنماط التفكير .- بحث مقدم إلى مؤتمر الحوار الوطني السعودي الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في الفترة من 27/31-12-2003 وشارك فيه أكثر من 40 شخصية من العلماء والمفكرين،17/2/2004.
تاريخ الإتاحة:12/1/2008، متاح في :
http://www.islamonline.net/Arabic/doc/2004/02/article02_07.shtml
5- منها على سبيل المثال لا الحصر : دراسة أجريت في جامعة أصفهان بإيران ، وبياناتها هي:
Shams ,B; Farshidfard ,M; Hassanzadeh A. .Effect of counseling on the achievement of university students with dropout.-Iranian Journal of Medical Education, Vol 1, No 1(Autumn2000) .-pp34-39,available from: www.ijme.ir/browse.php?a_code=A-10-8-93&slc_lang=fa&sid=1&ftxt=1,[accessed : 23/11/2007]
6- Pressure on students causes social problems,2004[accessed :23/11/2007],available from: http://www.chinadaily.com.cn/english/doc/2004-04/10/content_322297.htm
7-وائل كردي. بين الأكاديمي والمادي والنفسي: جامعات السعودية..حزمة مشاكل تبحث عن حلول <تاريخ الإتاحة:15/11/2007> متاح في:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1193049185990&pagename=Zone-Arabic-CyberCounsel%2FCCALayout
8-http://www.ifla.org/I/humour/subj.htm
ماشاء الله جهد مبارك وموفق بإذن الله طالما كنا نطمح له
ردحذفالحمد لله على توفيقه أستاذة أميرة الموقرة
حذف